الأحد، 20 أكتوبر 2019

الاستشراق الفرنسي ( منقول)


المملكة العربية السعودية
  وزارة التعليم العالي
 جامعة الملك سعود



الاستشراق الفرنسي
نشأته وخصائصه وشخصياته





إشراف الدكتور: خالد القاسم
إعداد الطالبة: وفاء الخميس
الرقم الجامعي: 431203471






«


المقدمة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وأزواجه صلاة وسلاماً إلى يوم الدين، أما بعد: فإن الله بعث نبيه محمداً » بدين الإسلام ناسخاً لجميع الأديان قبله، قال تعالى: ﴿ [آل عمران:85]، وقال: ﴿ﭿ ﴾ [المائدة:48].
ومن الأديان التي ظهرت قبل الإسلام ثم نسخها لما ظهر: اليهودية. والنصرانية؛ أكثر دين على وجه الأرض أتباعاً حتى الآن. وقد عادى الكثير من أتباع الديانات السماوية والأرضية محمداً » منذ أن بعث. وكادوا له ولدينه، ليقضوا على الإسلام، إلا أن الله أتمّ نوره وحفظ نبيه من شرورهم، ومكّن لدينه في الأرض حتى قامت حضارة ودولة عظمى (كانت في وقتها الدولة الكبرى المرهوبة الجانب).. فكان هذا دافعاً لهم للكيد بطريقة أخرى، فاتجهوا إلى تراث المسلمين ولغتهم العربية ينهلون منهما؛ لتتكون عندهم قاعدة للتعرف على المسلمين فيسهل اختراقهم والسيطرة عليهم.. هنا بدأ مفهوم الدراسات الشرقية أو الاستشراق.
يقول أحد المستشرقين: "لقد قمنا بدراسة شعوب الأراضي المنخفضة، بشكل لم يقم به أي منتصر، وبشكل لم تدرس أو تفهم فيه قبيلة خاضعة للسيطرة! فنحن نعرف تاريخهم، وعاداتهم، وحاجاتهم، ونقاط ضعفهم، بل وأحكامهم المسبقة.. وهذه المعرفة الخاصة قد أتاحت لنا توفير قاعدة للإراشادات السياسية التي يمكن ترجمتها بالحذر الإداري، والإصلاح اللازم في حينه، وهذا ما يرضي الرأي العام"([1]).
وقد تنافست الدول الأوروبية في هذا المجال، ودعمت المنتسبين له، ورصدت الميزانيات الضخمة التي تسنده مالياً، واعتنت برواده، ومؤسساته، لما علمت من خطورة أثره.. ومن هنا تبرز أهمية هذا البحث الذي حاولت فيه أن أجيب على سؤال مهم: ما الذي قامت به فرنسا تجاه الاستشراق والمستشرقين؟
وهدفي من هذا البحث التعرف على الاستشراق الفرنسي ونشاطاته ومؤسساته.. وقد سلكت في هذا البحث المنهج التالي:
1.   حرصت على الاختصار قدر الإمكان؛ لقصر الوقت، وطول الموضوع وتشعبه.
2.   عزوت الآيات القرآنية إلى مواضعها، وجعلت العزو في متن البحث، ونسخت الآيات من المصحف حتى لا يدخل خطأ في كتابتها.
3.   ذيلت البحث بفهرسين: واحد للمراجع، وثان للموضوعات. وتركت بقية الفهارس كفهرس الآيات والفرق والمصطلحات؛ وذلك لصغر حجم البحث.
4.   تركت الترجمة للأعلام والأماكن والفرق؛ لضيق الوقت.
5.   عند حديثي عن الشخصيات الاستشراقية الفرنسية رتبتها ترتيباً زمنياً، حيث ابتدأت بالأقدم وفاة، وهكذا.
وقد قسمت هذا البحث إلى مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة، بالإضافة إلى فهرس للمراجع وللموضوعات.
في المقدمة تناولت أهمية البحث، ومنهجي فيه، وتقسيماته، وما إلى ذلك...
وفي التهميد: عرفت فيه بالاستشراق وبينت دوافعه.
أما الفصل الأول فتحدثت فيه عن الاستشراق الفرنسي: بداياته ونشاطه وخصائصه، عبر ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: نشأة الاستشراق الفرنسي
المبحث الثاني: مظاهر النشاط الاستشراقي الفرنسي
المبحث الثالث: خصائص الاستشراق الفرنسي
الفصل الثاني: نماذج من المستشرقين الفرنسيين، وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: سلفستر دي ساسي
المبحث الثاني: غوستاف لوبون
المبحث الثالث: ليفي بروفنسال
المبحث الرابع: لويس ماسينيون
المبحث الخامس: مستشرقون آخرون
ثم ختمت البحث بخاتمة بسيطة بينت فيها أهم النتائج التي خرجت بها.
على أني لا أدّعي كمالاً بل أزجي الشكر لأستاذي الكريم، والجامعة الموقرة، وأعتذر عن التقصير الشديد، فالله يعلم حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقي، فمسؤوليات المنزل، والأم، والبنت، والزوجة، تضيق الوقت.. وتقلل التركيز.. والله أسأل توفيقاً وإعانة وبركة..
 أسأل الله العظيم أن يكون هذا البحث إضافة مفيدة في موضوعه، وأن ينفع به، ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، آمين..


تمهيد: معنى الاستشراق ودوافعه


بعد أن انتهت الحروب الصليبية في المشرق والمغرب الإسلاميين، لفت نظر الغربيين تلك الحضارة الإسلامية العظيمة في جانبيها المعنوي والمادي، فبدأوا يعدّون العدة لغزوها فكرياً، وعقدياً واجتماعياً.. وأنشأوا لذلك مدارس ومعاهد تعنى بالشرق الإسلامي وعلومه. وقبل الشروع في المقصود، يجدر بنا التعرف على معنى الاستشراق، وأهدافه..
تعريف الاستشراق في اللغة والاصطلاح:
في اللغة:
الاستشراق مصدر من الفعل السداسي: استشرق، وأصله: (شَ رَ قَ)، والألف والسين والتاء إذا سبقت الفعل الثلاثي أفادت الطلب، وعلى هذا فاستشرق: أي طلب الشرق([2]). والشرق: الشمس، أو الجهة التي تشرق منها، والـمَشْرِق: مثله، وفي النسبة: مَشْرقِي (بفتح الراء وكسرها). والشَرْقَة والمَشْرقة (مثلثة الراء): موضع القعود في الشمس بالشتاء. وتشرَّق: أي جلس فيه. وأشْرَق: دخل في وقت شروق الشمس، وأشرقت الشمس: أضاءت([3]).
وعلى هذا فمعنى الكلمة يدور حول: جهة الشروق، والضوء (والذي يتبادر للذهن عند ذكر الشمس). فسمي الاستشراق بذلك لأن أهله (الغرب) طلبوا علوم المسلمين والعرب، وبحثوا في الإسلام، حيث كان مبدؤه من جهة الشرق بالنسبة لهم.
المقصود بالاستشراق:
اختلفت معاني الاستشراق تبعاً للهدف الذي وجّه أصحابه، ومن هذه التعريفات والمعاني للاستشراق ما يلي: هو أسلوب غربي لمعرفة العالم الشرقي عن طريق البحث أو التخصص في الشرق، بدراسة علوم وآداب وديانات وتاريخ شعوب الشرق، للسيطرة عليه([4]).
أما تعريف الموسوعة الميسرة فهو: "تعبير يدل على الاتجاه نحو الشرق، ويطلق على كل ما يبحث في أمور الشرقيين، وثقافتهم، وتاريخهم. ويقصد به: ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في إجراء الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي، والتي تشمل حضارته وأديانه، وآدابه، ولغاته، وثقافته. ولقد أسهم هذا التيار في صياغة التصورات الغربية عن الشرق الإسلامي بصورة خاصة، معبراً عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما"([5]).
وهناك تعريفات عديدة غير هذه التعريفات تختلف باختلاف مجال الدراسة، والمنطقة المدروسة، والجهة الدارسة([6]).. والملاحظ: أن بعض هذه التعريفات ركز على جانب دون جانب إلا أنها تجمع على دراسة علوم الشرق، وخاصة الإسلام.
دوافع الاستشراق وأهدافه:
تتنوع دوافع الاستشراق تبعاً لمكانة المستشرق والجهة التي تتبناه، فمن ترسله الكنيسة يغلب عليه الدافع الكنسي التنصيري (أو التبشيري)، ومن ترسله الجهات الاستعمارية يغلب عليه الدافع الاستعماري وهكذا.. وعلى هذا فمن أهم دوافع الاستشراق:
1- الدافع العلمي: لأن أوروبا أدركت أنها لا تستطيع النهوض والتخلص من الحكم الإسلامي، إلا بالعلم الذي أقام عليه المسلمون فتوحهم وحكمهم، فانكبوا على دراسة التراث الإسلامي في التاريخ والجغرافيا والفلك والعلوم وغيرها، بل حتى الأساطير. وتنافسوا في جمع المخطوطات شراءً ومصادرةً، كما قاموا بترتيبها وترجمتها وفهرستها([7]). كما يلاحظ أن هناك نفراً منهم أقبلوا على الاستشراق ودافعهم حب الاطلاع على حضارات الأمم والأديان، وأديانها، وهؤلاء كانوا أقل من غيرهم خطأ في فهم الإسلام وتراثه([8]).
2- الدافع الديني: جاء الاستشراق بديلاً عن الحروب الصليبية لتحطيم عقيدة المسلمين وفكرهم، والعمل على نشر عقيدة النصارى، ولتحقيق هذا الغرض: عملوا على حرب الإسلام عبر تنصير المسلمين، ومحاولة حجب الإسلام الحق عن الأوروبيين وبث دراسات منحازة ضد الإسلام. كما تم إنشاء مركز لدراسة اللغة العربية في الفاتيكان([9]).
3- الدافع الاستعماري: قام الاستعمار والاستشراق بمساندة بعضهما، ولا يتصوّر تخلّي أحدهما عن الآخر؛ إذ اتكأ الاستعمار على الدراسات التي قدمها المستشرقون قبل وأثناء غزوهم للبلاد الإسلامية، وكان ساسة المستعمرين يغدقون على المستشرقين ما يحتاجونه من مال أو جهد أو استشارة([10]).
4- الدافع المالي أو التجاري: حرص بعض الغربيين على تشجيع الاستشراق الذي يعينهم على معرفة أحوال الشرق الاقتصادية لترويج بضائعهم، وشراء موارد الشرق الطبيعية ومنافسة الصناعات المحلية التي كانت لها مصانع مزدهرة في مختلف البلاد الإسلامية. كما يتمثل هذا الدافع في طموح الغرب لنهب نتاج المسلمين الفكري والعلمي، كما يشهد على ذلك: متاحف الغرب وجامعاته المملوءة بالمخطوطات والكتب العربية والإسلامية([11]).
ومن خلال هذه الدوافع تبين أن أهم هدف عند المستشرقين: العمل على تشويه تاريخ المسلمين، والحط من قيمهم التي جاء بها الإسلام، والإعلاء من شأن العلوم والقيم الغربية، وإظهار أي محاولة للرجوع إلى الدين الحق بمظهر الرجعية والتخلف، والعمل على تفريق وحدة المسلمين عن طريق إحياء العصبيات والقوميات والحضارات السابقة على الإسلام.




الفصل الأول: الاستشراق الفرنسي: بداياته ونشاطاته وخصائصه



المبحث الأول: نشأة الاستشراق الفرنسي
المبحث الثاني: مظاهر النشاط الاستشراقي الفرنسي
المبحث الثالث: خصائص الاستشراق الفرنسي


المبحث الأول: نشأة الاستشراق الفرنسي


نشأت العلاقة بين فرنسا والعالم الإسلامي منذ فتح المسلمين لمقاطعات فرنسية، ثم استمرت أثناء وجود المسلمين في الأندلس، وفي الحروب الصليبية، ثم إنشاء طرق للتجارة، وتبادل السفراء، ثم احتلال شمال أفريقيا، وحملة نابليون على مصر، وفتح قناة السويس والانتداب الفرنسي في سوريا ولبنان. وكانت تلك العلاقات متعددة متنوعة متعاقبة اختلط فيها الحرب والسلم والتجارة والثقافة جميعاً([12]).
عام 1553م قام فرانسوا الأول بالمحاولات الفرنسية الأولى لتدريس العربية واللغات السامية الأخرى حيث أنشأ معهداً بباريس، وأعدّ فيه منبراً لتدريس العربية واليونانية واللغات السامية الأخرى، ثم جُدد بعد ذلك بداية القرن السادس عشر الميلادي([13]). وقد ضمت فرنسا أول ترجمة فرنسية لمعاني القرآن في العصور الوسطى، وهي ترجمة قام بها انجليزي وألماني، واستعانة باثنين من العرب، وتمت عام 1143م، برعاية (بطرس المحترم) رئيس دير كلوني بجنوب فرنسا وهو من أهم الأديرة في أوروبا. وكانت ترجمة رديئة كثيرة الأخطاء، ومع ذلك فقيل: إنها أحرقت خشية تأثر اللاتين بها. والمنقول أنها ظلت محفوظة في الدير حتى نشرت بأوروبا عام 1543م، ثم تتابعت الترجمات بعد ذلك باللغات الأوروبية([14]). أما مفهوم الاستشراق مؤسسياً أكاديمياً فلم يظهر في أوروبا بهذا الاسم إلا نهاية القرن الثامن عشر، فظهر أولاً في بريطانيا عام 1779م، ثم في فرنسا 1799م، وأدرج مفهوم الاستشراق في قاموس الأكاديمية الفرنسية عام 1838م، وسبقت الاستشراق مراحل سمي فيها بـ (الدراسات العربية والإسلامية)([15]).

المبحث الثاني: مظاهر النشاط الاستشراقي الفرنسي


بالإضافة إلى جهود التي المستشرقين الفرنسيين، فقد تجلّى الاستشراق الفرنسي في مظاهر عديدة، ويمكن إجمال المؤسسات العلمية التي أنشأتها فرنسا في الأمور التالية:
أولاً: كراسي اللغات الشرقية:
1-             مدرسة ريمس بأمر البابا سلفستر الثاني ومدرسة شارتر في القرن الثاني عشر الميلادي.
2-             أنشأ البابا معهداً لتعليم اللغات الشرقية عام 1285م.
3-     أنشأت جامعة باريس كرسياً للغات السامية (بتوصية من مجمع فيينا بإنشاء كراس للعربية والعبرية والكلدانية في عواصم العلم الأوروبية).
4-             جامعة تولوز أنشأها رجال الدين عام 1217م.
5-             جامعة بوردو أنشئت عام 1441م، وفيها معهد الآداب للغة العربية والتمدين الإسلامي.
6-             أنشأ الملك فرانسوا الأول كرسياً للعربية والعبرية في ريمس عام 1519م.
7-     في القرن السابع عشر ألّف كولبر (وزير الملك لويس الرابع عشر) بعثة عرفت بـ (فتيان اللغات) لتعلم اللغات السامية في معاهد باريس، ثم أرسلوا للقسطنطينية لإتقان تلك اللغات، ثم ألحقوا بالسلك السياسي، أو عينوا مترجمين أو أساتذة للغات السامية.
8-     أنشئت المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية في باريس عام 1795م للسفراء والقناصل والتجار. وتضم اليوم أقساماً للعربية الفصحى ولهجات المغرب والشرق.
9-     جامعة السوربون: بدأها الأب روب ردي سوربون بهبة منه، ثم جدد بناءها الكاردينال ريشليو، وضمها نابليون إلى جامعة باريس. وعني فيها بدراسة الآداب وتاريخ الفن الإسلامي المغربي وتاريخ الشعوب الشرقية، ودراسات في اللغة والألسنية والحضارة العربية...
10-   المدرسة الشرقية في القسطنطينية: أنشئت عام 1802م، وعنيت بتخريج رجال السلك السياسي، وأشرف عليها مستشرقون مشهورون.
11-       جامعة ليون: أنشئت عام 1808م، وفيها اللغة العربية والآثار المصرية والتمدين الإسلامي.
12-   المدرسة العملية للدراسات العليا في باريس: أنشئت عام 1868م، وفيها قسم العلوم الدينية، وفقه اللغات الشرقية.
13-       جامعة ستراسبورج: أنشئت عام 1872م، وفيها تاريخ الشرق.
14-       المعهد الكاثوليكي في باريس: أنشئ عام 1875م، وفيه اللغات العربية والسريانية والقبطية([16]).
ولم تقتصر فرنسا في تعليم اللغات السامية على مدارسها ومعاهدها وجامعاتها في فرنسا، بل أنشأت مثيلاتها في الدول العربية، وشمال أفريقيا وغيرهما، وزودت معظمها بالمكتبات والمطابع والعلماء.. ومن تلك المعاهد ما يلي:
1-  في مصر: أسس نابليون معهد مصر عام 1798م. ثم أنشأ ماسبيرو عام 1880م المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة. والهدف إخضاع عدائية الشعب.
2-  وفي تونس: أنشأ كلية بورجاد الراهب الأب بورجاد عام 1841م، ثم تحولت إلى معهد الآداب العربية عام 1937م. ثم أنشئ معهد قرطاجنة عام 1895، ومعهد الدراسات العليا عام 1945م.
3-  وفي الجزائر: أنشأ فاري عام 1881م مدرسة الآداب العالية، ثم تحولت إلى جامعة عام 1909م، وتعنى باللغة العربية (العصرية) وعلم الآثار الإسلامية والتاريخ، وألحق بها معهد للدراسات الشرقية.
4-  المعهد الفرنسي في دمشق: عام 1922م.
5-  المعهد الفرنسي الإيراني في طهران: عام 1948م([17]).
ثانياً: المكتبات الشرقية:
تكونت في فرنسا مكتبات عديدة عنيت بالمصادر الشرقية والعربية الإسلامية، ويمكن تقسيمها على النحو التالي:
أ- المكتبات الشرقية في فرنسا:
أهمها: مكتبة باريس الوطنية، أنشئت عام 1654م. وتحتوي على ستة ملايين كتاب ومخطوط، منها نحو 7000 مخطوط عربي من النفائس العلمية والأدبية والتاريخية والنوادر. ويوجد في المكتبة قطع من المصحف مكتوبة من القرون الثاني والثالث والرابع للهجرة. كما يوجد فيها مخطوطات لكتب عربية في موضوعات مختلفة منسوخة منذ القرن الرابع أو الخامس أو السادس أو السابع للهجرة النبوية. كما تضم المكتبة نوادر النقود والأوسمة والأختام والخرائط([18]).
ب- مكتبات الجامعات والمعاهد:
منها: مكتبة ستراسبورج، ومكتبة المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية، ومكتبة بلدية أفينيون، ومكتبة الجمعية الآسيوية في باريس([19]).
ج- المكتبات الخاصة:
لمعظم المستشرقين مكتبات خاصة أوقف بعضها للمكتبات العامة، ومنها: مكتبة فرانك، ومكتبة الكونت رشيد الدحداح، ومكتبة فلوريان فرعون، ومكتبة خليل غانم، ومكتبة جان طرازي، جميعهم في باريس. ومكتبة عبد الله مراش في مرسيليا، ومكتبة حبيب زيات في نيس. وقد اعتنى الفرنسيون بتلك المكتبات فتمت فهرستها وتصنيفها([20]).

د- مكتبات شمالي أفريقيا:
فهرس المستشرقون الفرنسيون بعض المكتبات الموجودة في شمال أفريقيا، ومنهم: رينه باس: فهرس مكتبة آل عظوم في القيروان، والمخطوطات العربية في مكتبة فاس، كما فهرس مكاتب الزوايا. وفانيان: فهرس المخطوطات العربية والتركية والفارسية في مكتبة مدينة الجزائر الوطنية. وجورج سالمون: فهرس مخطوطات مكتبة خاصة في طنجة. وبلوشه: فهرس البعثة العلمية في المغرب. وألفرد بل: فهرس الكتب العربية في مكتبة جامع القرويين بفاس. وليفي بروفنسال: فهرس المخطوطات العربية في الرباط، ووصف 544 مخطوطاً.. وغيرهم فهرسوا ونظموا المكتبات والمخطوطات في شمال أفريقيا([21]).
ثالثاً: المطابع الشرقية:
بدأت الطباعة الشرقية بالعبرية في باريس عام 1519م، ثم أسست فرنسا المطابع الشرقية أسوة بروما، وأهم المطابع: مطبعة دي بريف([22]). ولم تقتصر المطابع الشرقية على فرنسا وحدها، بل إن نابليون جلب معه مطبعة وعددا من الباحثين والعلماء إلى مصر أثناء حملته عليها، مما دعا بعض الباحثين إلى اعتبار الحملة بداية للاستشراق([23]).
رابعاً: الجمعيات الاستشراقية:
ومنها: الجمعية الآسيوية الفرنسية، والتي تأسست في باريس عام 1822م. صدر كتابها السنوي عام 1992م، ومن أهم أهدافها:
1.   تأليف ونشر الكتب النحوية واللغوية وغيرها، مما لها علاقة بدراسة اللغات الشرقية.
2.   الحصول على المخطوطات وترجمتها، أو أخذ مختارات واقتباسات منها.
3.   جمع تبرعات دورية تخصص للأدب الآسيوي، وآثار الشرق العلمية والشعرية.
4.   جمع المعلومات عن الشرق، وجعلها مجالاً للتخصص العلمي([24]).
خامساً: المجلات الشرقية:
لفرنسا مجلات خاصة بالاستشراق، تصدر -في باريس وشمال أفريقيا والشرق الأدنى- عن الجمعيات أو المعاهد أو الإدارات الحكومية أو الهيئات الخاصة، أو الرهبنات ذوات اللسان الفرنسي. وتعنى بالعرب في تحقيق تاريخهم وجغرافيتهم وأنسابهم، وبحث أديانهم وشرائعهم ومذاهبهم وأخلاقهم، ودراسة لغاتهم وعلومهم وآدابهم وفنونهم.. وألفت في مجموعها مكتبة كبيرة فيها زبدة أعمال المستشرقين في آلاف المجلدات، وأشهر تلك المجلات:
1.   صحيفة العلماء: 1665م، صدرت عن جمعية العلماء الفرنسيين في باريس.
2. المجلة الآسيوية: 1822م، أصدرتها الجمعية الآسيوية الفرنسية في باريس. أصدرت 330 مجلداً تتناول قارة آسيا، ولا سيما العالم العربي والإسلامي.
3.   المجلة الأفريقية: 1856م، تصدرها الجمعية التاريخية الجزائرية في الجزائر.
4.   مجلة تاريخ الأديان: 1880م.
5.   مجلة العلوم الدينية: حولية تصدر في سترسبورج.
6.   نشرة المراسلات الأفريقية: 1881م.
7.   حوليات الجغرافيا: 1891م. حولية تصدر في باريس.
8.    المجلة التونسية: 1894م، يصدرها معهد قرطاجنة في تونس كل ثلاثة أشهر.
9.    نشرة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة: 1901م. حولية تعنى بالآثار والتاريخ في مصر والشرق العربي.
10.                       نشرة الجمعية اللغوية: 1905م. تصدر في باريس كل ثلاثة أشهر.
11.                       مجلة الشرق المسيحي: 1905م. حولية تصدر في باريس.
12.         مجلة هسبيريس: 1921م، أصدرها هنري باسه كل ثلاثة أشهر في باريس بإشراف معهد الدراسات المغربية العليا في الرباط.
13.         مجلة الدراسات الإسلامية: 1927م، صدرت في باريس بإشراف لويس ماسينيون ومشاركة معهد الدراسات الإسلامية في باريس، والمعهد الفرنسي في دمشق، كل ثلاثة أشهر. وكانت تنشر في العدد الأخير من كل سنة ثبتاً بالمصنفات الإسلامية لجميع المراجع، ومختصراً لمحاضرات أساتذة الاستشراق في باريس طوال العام.
14.                       نشرة الجماعة اللغوية للدراسات الحامية السامية: 1931م شهرية تصدر في باريس.
15.         نشرة المعهد الفرنسي للدراسات الشرقية في دمشق 1931م: حولية تعنى بالآثار والتاريخ في سوريا والشرق العربي.
16.                       حوليات معهد الدراسات الشرقية بجامعة الجزائر 1934م: تصدر في باريس.
17.         مجلة معهد الآداب العربية 1937م: تصدر كل ثلاثة أشهر في تونس، وتعنى بالعادات والحرف واللهجات والتربية والحضارة.
18.                       حوليات التاريخ الاجتماعي 1939م: تصدر في باريس كل ثلاثة أشهر.
19.                       نشرة الدراسات العربية 1941م.
20.                       المجلة السامية 1948م: حولية تصدر في باريس.
21.                       كراسات تونس 1953م: تصدر في تونس.
22.         مجلة العربية (أرابيكا) 1954م: للمستعربين الفرنسيين ونظرائهم تصدر ثلاث مرات في السنة، عن قسم الإسلاميات في جامعة باريس. أنشأها ليفي بروفنسال.
23.                       المعرفة: تصدر في باريس باللغتين العربية والفرنسية.
24.                       المجلة الفرنسية لدراسات البحر المتوسط: باريس.
وغيرها الكثير من المجلات والنشرات العامة والمتخصصة في علم أو أكثر([25]).
سادساً: المجموعات الشرقية:
نهضت المجامع وإدارات الحكومة والهيئات الخاصة وبعض العلماء بإصدار مجموعات علمية، كالمكتبة الشرقية وجمعية نشر كنوز المخطوطات الشرقية في مكتبة باريس، ومن أشهرها:
1.   مجمع الكتابات والآداب 1663م: أصدر مجموعة مؤرخي الصليبية في ستة عشر مجلداً.
2.   المراجع العربية تناولت مصادر غير منشورة عن تاريخ المغرب.
3. مجموعة الكتابات السامية 1872م: تقع في خمسة أقسام: النصوص الفينيقية والآرامية والعبرية والحميرية والسبئية. وغيرها من المجامع والمجموعات([26]).

المبحث الثالث: خصائص الاستشراق الفرنسي


تميز الاستشراق الفرنسي بسمات عديدة ذكرها أحد الباحثين وأنقلها هنا على سبيل الاختصار:
1.   تتركز دراسات المستشرقين الفرنسيين حول ثلاثة محاور: المحور الديني، والمحور السياسي، والمحور الاستعماري.
2. للاستشراق الفرنسي أثر كبير في توجيه الاستشراق الألماني والانحراف به نحو منعرجات دينية وسياسية، ويبرز ذلك من خلال تتلمذ الكثير من المستشرقين الألمان على مستشرقين فرنسيين.
3.   يعد معهد اللغات الشرقية أهم مكان ترعرع فيه الاستشراق الفرنسي.
4.   كان لجامعة السوربون أثر واضح في تنشيط الدراسات الشرقية في فرنسا.
5. كان لتأسيس المعاهد والمدارس والمراكز الثقافية في بلاد الشرق تأثير كبير في فَرْنَسةِ عدد من هذه البلاد خاصة تلك التي استعمرتها فرنسا.
6.   يمتاز الاستشراق بالتخصص؛ فإن معظم أفراده يتخصص كل منهم في جانب معين من جوانب البحث والدراسة.
7.   نشأت معظم الجامعات والمعاهد الفرنسية التي تعنى بالدراسات الشرقية بجهود رهبان وقساوسة، كما تولوا إدارتها.
8. قام الاستشراق الفرنسي بفهرسة الكثير من الكنوز الشرقية من مخطوطات ووثائق وغيرها، سواء في فرنسا أو في غيرها من البلاد التي استعمرتها.
9.   اهتم الاستشراق الفرنسي بكل ما يتعلق بالشرق عموماً، وإن كان تركيزه يشتد على علوم المسلمين والعرب.
10.         يعد الاستشراق الفرنسي المرجع الأوروبي الأول عن الأبحاث والدراسات الخاصة بالطوارق والبربر، وكان تركز مستعمراته في أفريقيا عاملاً مساعداً له على ذلك، واهتمامه بهذا النوع من الدراسات لا يخلو من نوايا استعمارية.
11.         ترك بصماته الواضحة على التعليم في أفريقيا (وخاصة في الشمال منها)؛ وذلك بسبب ما أتيح لأعضائه من فرص في التدريس والتوجيه التربوي وتخطيط المناهج.
12.                       اهتم كثيراً بالآثار وتتبعها في مواقعها، وأنشأ لها معاهد ومراكز خاصة.
13.                       ضم بين صفوفه الكثير من ضباط القوات المسلحة الفرنسية، وأتاح لهم عملهم في المستعمرات الفرنسية النبوغ في ميدان الدراسات الشرقية في مختلف جوانبها([27]).
14.         تأثر الأدب الفرنسي بالشرق عموماً، وبالعرب والإسلام خصوصاً. حيث اطلع الآباء اليسوعيون على الثقافة الصينية وترجموا روائعها، وقد تأثر الأدباء الفرنسيون ببعض التيارات والموضوعات السائدة في الأدب الصيني والعربي. فمثلاً: استوحى روسو اعترفاته من الشرق، وكذلك لافونتين في أساطيره، وتسربت  أغراض القصص الشرقي إلى المسرح الفرنسي، فكتب لاساج مسرحيات عن: أبي بكر، والجنة ومكة، وقوافل الحج، وتأثر مونتسكيو بالثقافة العربية فجاء كتابه (الرسائل الفارسية) متأثراً بألف ليلة وليلة مشتملاً على نزعاتها وتعدد احتفالاتها، كما أخذ عن ابن خلدون بعض فلسفته الاجتماعية في كتابه (روح الشرائع)([28]).
15.         في المقابل: يرى بعض الباحثين أن مما يختص به المستشرقون الفرنسيون أنهم أشد المستشرقين تعصباً ضد الإسلام ورسوله محمد »؛ إذ من النادر أن تقرأ لمستشرق فرنسي شيئاً طيباً عن حياة رسول الله »، وحتى لو قال شيئاً حسناً فإنه يتحفظ في قوله تحفظاً بالغاً([29]).
16.         احتضنت فرنسا (كما مر سابقاً) أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم، وظهرت فيها تسع ترجمات للقرآن الكريم([30]).








الفصل الثاني: نماذج من المستشرقين الفرنسيين


المبحث الأول: سلفستر دي ساسي
المبحث الثاني: غوستاف لوبون
المبحث الثالث: ليفي بروفنسال
المبحث الرابع: لويس ماسينيون
المبحث الخامس: مستشرقون آخرون

المبحث الأول: سلفستر دي ساسي


يعد هذا المستشرق من أهم المستشرقين الفرنسيين، وقد تتلمذ على يديه مشاهير المستشرقين من فرنسيين وألمان وبريطانيين.
        نشأته:
ولد في باريس عام 1758م، وفقد أباه وعمره سبع سنوات. بدأ دروسه في المنزل بدراسة الأدب اللاتيني واليوناني، ثم درس الديانة على يد أحد الآباء.
        تعليمه:
درس اللغة العربية والعبرية والفارسية والتركية، وأحسَنَ من اللغات الأوروبية: اللاتينية والألمانية والإسبانية والإيطالية والإنجليزية.
أعماله ومناصبه:
في عام 1778م عيّنه الملك عضواً في جمعية كنوز المخطوطات الشرقية في مكتبة باريس الوطنية، فوضع بحثين في تاريخ قدماء العرب وأصل آدابهم، وحقق أربعة كتب عربية عن فتح اليمن، وعلّق عليها وحلّ الكتابات الصعبة فيها. ولما بلغ الثانية والثلاثين من عمره كان في طليعة المستشرقين العالميين، ومن أعضاء مجمع الكتابات والآداب. وقد انتدب أستاذاً للعربية في مدرسة اللغات الشرقية، فكتب (التحفة السنية في علم العربية) بعد أن رجع إلى مدرستي الكوفة والبصرة اللغويتين. فطبع وترجم إلى لغات أوروبية عدة، وتهافت عليه المستشرقون. ثم عيّن أستاذاً للفارسية في معهد فرنسا. نال لقب بارون عام 1808م بأمر امبراطوري؛ لجهوده وخدماته. ألّف الجمعية الآسيوية، وأنشأ مجلتها ورأس تحريرها ست عشرة سنة. وعيّن مديراً لمدرسة ديوان فرنسا عام 1823م، ومديراً لمدرسة اللغات الشرقية عام 1833م.

مؤلفاته:
تلخيص كتاب الخطط للمقريزي.
جزء من كشف الممالك والأوزان والمكاييل الرسمية في الإسلام للمقريزي.
ترجمة تاريخ الساسانيين عن الفارسية لميرخوند.
أخرج جزئين من كتابه (ديانة الدروز)، وتوفي قبل أن يتم جزءه الثالث عام 1838م.
الأنيس المفيد للطالب المستفيد (مختارات من أدب العرب للهمذاني)
ترجمة البردة للبوصيري.
أصل الأدب الجاهلي عند العرب،
كليلة ودمنة (تحقيق). وغيرها الكثير من المختصرات والمترجمات والكتب التي كانت مرجعاً للدوائر الاستشراقية العالمية حتى اليوم([31]).
نظرة على هذا المستشرق:
يثني البعض على إنصاف دي ساسي تجاه المسلمين والعرب، كما يذكر بأنه السبب في جعل باريس مركزاً للدراسات العربية.
وفي المقابل: هناك من يرى أن دي ساسي بعيد عن الإنصاف، وليس إلا وجهاً للاستشراق الاستعماري في المنطقة، والأسباب الداعية لتبني هذا الرأي ما يلي:
1.   أنه أول مستشرق أوروبي في العصر الحديث يمثل الاستشراق كمؤسسة سياسية تعمل لخدمة الاستعمار الغربي وتثبيت أركانه في العالم الإسلامي؛ حيث كان حلقة الوصل بين الاستشراق والسياسة الفرنسية الخاصة بالمسلمين.
2.   وكان يستشار بانتظام من قبل وزارتي الخارجية والحربية الفرنسيتين.
3.   كما كان من مهامه أن يترجم نشرات الجيش الفرنسي للمسلمين. وقد قام فعلاً بترجمة الإعلان الفرنسي إلى الجزائريين باحتلال فرنسا للجزائر عام 1830م.
4.   وقد جمع كثيراً من المخطوطات العربية والإسلامية في باريس.
5.   وكان معجباً بالأدب اليهودي، حيث وصف الشعر العبري بأنه (شعر مقدس حقيقة)؛ بسبب ثقافته الأصلية التي تلقاها في الدير هي السبب في ذلك حيث كانت ثقافة لاهوتية عميقة تعتمد على العهدين القديم والجديد([32]).
ولعل تلك الأسباب تكفي لترجيح الرأي الثاني الذي يقول بعدم إنصاف هذا المستشرق للعرب والمسلمين؛ فإن دراسة اللغة العربية لا تكفي للحكم على شخص بالإنصاف. فأكثرهم يتعلمها ليخدم بها بلده عبر أي طريقة يستطيع بها خدمته. يقول دي ساسي: "إن دراسة الآثار الأولى للدين كانت الهدف الأول الذي دعا بعض العلماء إلى تكريس جهودهم للغة العبرية التي كتبت بها أقدم الوثائق من العصور الأولى للعالم... (إلى أن يقول): فلما دعيت إلى تدريس اللغة العربية في المدرسة الجديدة (مدرسة اللغات الشرقية الحية)، كان عليّ أن أكرس كل نفسي –بدافع الواجب- لعلم كنت حتى ذلك الوقن أشدوه عن تذوق"([33]).
أما خدمته للإستعمار الفرنسي فقد ذكرتها مراجع أخرى غير الكتاب الآنف الذكر([34]).



المبحث الثاني: غوستاف لوبون


حياته:
ولد في 7 مايو 1841م. وهو طبيب، ومؤرخ وفيلسوف مادي، عني بالحضارة الشرقية.. من علماء الاجتماع والتاريخ ، عرف في الأوساط الإسلامية بإنصافه للحضارة الإسلامية في كتابه حضارة العرب؛ ولذا ليس له قيمة علمية عند علماء الغرب. توفي عام 1931م([35]).
لفت نظره تقدم المسلمين في المنهج التجريبي، وبروزهم في علوم ومنتوجات حضارية كثيرة([36]). يقول:"إنـَّه كان للحضارة الإسلامية تأثير عظيم في العالم، وأنَّ هذا التأثير خاص بالعرب فلا تشاركهم فيـه الشُعـوب الكثيرة التي اعتنقت دينهم، والعرب هم الذين هذبوا بتأثيرهم الخلقي البرابرة الذين قضوا على دولة الرومان، والعرب هم الذين فتحوا لأوربا ما كانت تجهله من عالم المعـارف العلميـة، ولاسيما الكتب العلمية و الأدبية والفلسفية، فكانـوا مُمدنين لنا، وأئمة لنا ستة قرون- وظـلت ترجمات كتب العرب، ولاسيما الكُتب العلمية مصدراً وحيداً تقريباً للتدريس في جامعات أوربا خمسة قرون أو ستة قرون-وإذا كانت هناك أمة تُقر بِأنَّنا مدِينون لها بمعرفتِنا لعالم الزمن القديم فالعرب هم تلك الأمة.. فعلى العالم أنِ يعترف للعـرب بجميل صُنعهـم في إنقاذ تلك الكنوز الثمينة اعترافاً أبدياً"([37]).
مؤلفاته:
حضارة العرب: بحث في الدولة الإسلامية وأسباب عظمتها وانحطاطها.
حضارات الهند.
حضارة العرب في الأندلس([38]).
نظرة على هذا المستشرق:
يعترض بعض الباحثين على عدّ هذا المستشرق من المنصفين([39])، ويسوق لذلك أسباباً، منها:
1.   اختياره عنوان كتابه (حضارة العرب) وليس (حضارة الإسلام)؛ والهدف من ذلك إنكار رسالة الإسلام.
2. زعمه أن رسول الله » اختار قوانين الشريعة الإسلامية من نظم العرب في الجاهلية حيث يقول: "عرف [محمد »] كيف يختار من نظم العرب القديمة ما كان يبدو أقومها فدعمها بنفوذه الديني العظيم".
3. يقرر أن الشريعة الإسلامية قد جمعت كلمة العرب في الماضي ولكنها لم تعد ملائمة للعصر الحاضر، ولذلك يود لو تخلص العرب منها، يقول: "والعرب، بعد أن جاءهم رجل عظيم جمع كلمتهم المتفرقة بشريعته؛ لم يظهر منهم رجل عظيم آخر ليخرجهم من دائرة الشريعة"([40]).
ويبدو بعد هذا العرض أن كفة الإنصاف تميل لصالح هذا المستشرق؛ فإن هضم حقه من قبل أبناء عمومته، ونظرتهم المهينة له ترجح كفة إنصافه، أما عنوان كتابه، فليس فيه بيان نيته، فإنه جرت عادة الغرب (بل والمسلمين) على نسبة الحضارة للعرب لا للإسلام أو المسلمين، وليس ولا ينكر أثر غير المسلمين في بناء الحضارة الإسلامية إلا جاحد. أما كلامه في كتبه عن محمد فهو محتمل مجمل؛ خاصة لو وضع في الحسبان البيئة التي عاشها الغرب والدراسة التي تلقوها، والتي لا تفتأ تؤثر في أفكارهم ونظرتهم للأمور.


المبحث الثالث: ليفي بروفنسال


اشتهر هذا المستشرق بأبحاثه في تاريخ المسلمين في إسبانيا، وهذه سطور عنه:
حياته:
ولد في العاصمة الجزائر عام 1894م من أسرة يهودية، وتلقى تعليمه في ليسه قسنطينة في الجزائر. تخرج من كلية الآداب في جامعة الجزائر، واشترك في الحرب عام 1914م، وجرح. فعاد إلى فرنسا فالمغرب ضابطاً في الشئون الإسلامية. وبعد سنوات توسع اهتمامه بمراكش ليشمل إسبانيا الإسلامية؛ حيث لا يمكن الفصل بين تاريخ المغرب وتاريخ إسبانيا الإسلامية. استطاع بدهائه إخفاء مشاعر اليهودية على الرغم من تورطه بالإساءة للإسلام والنفور من مجتمع المسلمين، مما حقق له شهرة في مجتمعه وبين قومه. كما ظهر دهاؤه في تأييد ثورة الجزائر في سنواتها الأولى رغم وجهته الاستعمارية والفكرية.
مناصبه وأعماله:
بعد اختياره ضابطاً في المغرب انتدب عام 1919م للعمل أستاذاً في معهد الدراسات العليا المغربية في الرباط، ثم مديراً له.
في عام 1935م عيّن أستاذاً للتاريخ الإسلامي في كلية الآداب بجامعة الجزائر.
أعفي من القوانين التي صدرت ضد اليهود -بعد قيام الحرب العالمية الثانية- وعيّن أستاذاً في كلية الآداب بجامعة تولوز في عام 1945م.
أسس مجلة أرابيكا، التي أصبحت أهم مجلة فرنسية متخصصة في الآداب العربية والعلوم الإسلامية. ولا تزال تصدر حتى اليوم.
عيّن أستاذاً للدراسات العربية في كلية الآداب (السوربون) بجامعة باريس وستمر في منصبه حتى وفاته عام 1956م([41]).
مؤلفاته:
تاريخ إسبانيا الإسلامية: صدر منه ثلاثة مجلدات.
وثائق غير منشورة عن تاريخ الموحدين
المخطوطات العربية في الاسكوريـال.
نقوش عربية في إسبانيا.
إسبانيا الإسلامية في القرن العاشر الميلادي: النظم والحياة الاجتماعية. وغيرها من الكتب والترجمات والبحوث في التاريخ والأندلسيات والأنساب([42]).
نظرة على هذا المستشرق:
لا تكاد تختلف المصادر في كون بروفنسال من خدم الاستعمار المخلصين، وجنوده البارزين، حيث ساهم تعليمياً في التدريس في الجامعات الاستشراقية الفرنسية أو التابعة لفرنسا، كما ساهم عسكرياً في الجيش الفرنسي. وساهم أيضاً فكرياً بتأليف مجموعة من الكتب والبحوث كان لها أثرها في مدّ الاستعمار الفرنسي بما يحتاجه من معلومات وخبرات. وأسس مجلة أرابيكا التي تخصصت في الدراسات الاستشراقية.
ولم تكن يهوديته عاملاً مثبطاً له (رغم كراهية الشعوب والحكومات الأوروبية لليهود في ذلك الوقت)، بل إنه استثمر أعماله وعلاقاته في التملص من العقوبات التي أوقعت على إخوته اليهود([43]).


هو أحد دعائم الاستشراق (وخاصة ما يتعلق بالتصوف الإسلامي)..
حياته:
ولد لويس ماسينيون عام 1883م، في إحدى ضواحي باريس لأب فنان في نحت التماثيل. نشأ نشأة عقلية فنية. درس الثانوية في ليسه، ثم قام برحلة إلى الجزائر، تخرج من كلية الآداب عام 1902م، وحصل أيضاً على دبلوم الدراسات العليا، واشترك في مؤتمر المستشرقين في الجزائر عام 1905م وفيه تعرف على جولد زيهر وسنوك هرجرونيه فأصبحوا أحب أساتذته إليه. نال أيضاً دبلوم اللغة العربية من المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية، طاف بالبلاد الإسلامية كالحجاز والقاهرة والقدس وبغداد، وأقام في القدس وبيروت وحلب ودمشق والآستانة. ثم رجع إلى باريس عام 1919م. حصل على الدكتوراه برسالته عن آلام الحلاج من السوربون عام 1922م. كان موغلاً في الروحانية نتيجة اشتغاله المتواصل بفهم أسرار الصوفية. توفي عام 1962م.
مناصبه وأعماله:
انتدبته الجامعة المصرية أستاذاً لتاريخ الفلسفة عام 1912م.
عيّن معيداً ثم أستاذاً في كرسي الاجتماع الإسلامي في معهد فرنسا عام 1919م.
عيّن مديراً للدراسات في المدرسة العملية العليا حتى تقاعده عام 1954م.
تولى تحرير مجلة العالم الإسلامي عام 1919م، ثم مجلة الدراسات الإسلامية التي حلت محلها عام 1927م، وتقويم العالم الإسلامي -التابع لها-.
انتخب عضواً في مجامع علمية عدة، منها: الجمعية الآسيوية، والمجمع اللغوي بمصر، والمجمع العلمي العربي في دمشق.
التحق بوزارة الخارجية ضابطاً ملحقاً بمكتب المندوب السامي بسوريا تحت قيادة أللنبي.
مؤلفاته:
ترك ماسينيون مئات من الكتب والبحوث والرسائل والمقالات، منها:
جغرافية المغرب.
بعثة إلى ما بين النهرين: قصر الأخيضر والطبوغرافية التاريخية لبغداد.
الحلاج والشيطان في نظر الزيدية.
آلام الحلاج ومذهب الحلاجية.
أربعة نصوص متعلقة بالحلاج.
الفولكلور لدى المتصوفين المسلمين.
الأولياء المسلمون المدفونون في بغداد.
الكنيسة الكاثوليكية والإسلام.
المسيح في الأناجيل على حسب الغزالي.
بحوث عن الشيعة المتطرفة في بغداد في أواخر القرن الثالث للهجرة. وغيرها كثير([44]).
نظرة على هذا المستشرق:
تميزت شخصيته بالسياسة: إذ هو مستشار وزارة المستعمرات الفرنسية في شئون شمال أفريقيا. وبالجامعية: حيث حاضر ودرّس في الكليات وغيرها. وبالمجمعية: فهو عضو في جمعيات ومجامع علمية ولغوية. وبالعسكرية: حيث خدم في الجيش الفرنسي.
ومع تعدد تلك الأدوار إلا أنه غلب عليه الطابع التنصيري فهو الراعي الروحي للجمعيات التبشيرية الفرنسية في مصر، وقد وضع اتجاهه التنصيري في خدمة السياسة الاستعمارية الفرنسية آنذاك. أما تصوفه وفلسفته فهما موظفان للنشاط التنصيري السياسي الظاهر والخفي؛ وربما كان إيمانه القوي بكاثوليكيته قد قوّى في نفسه النزعة الباطنية، وأضفى الروحية في حياته وأعماله([45]).

المبحث الخامس: مستشرقون آخرون


لم ينته نشاط المستشرقين الفرنسيين، ولم يكتفوا بما سطرته أنامل أساطينهم القدامى والمحدثون، بل هناك العشرات إن لم يكن مئات لم يذكرهم هذا البحث المتواضع، فاكتفيت بتعداد أسمائهم ممن لم تشملهم المباحث السابقة، واكتفيت بذكر الأسماء فقط (لقلة المصادر، وضيق الوقت، وصغر حجم البحث)، فمنهم -على سبيل المثال لا الحصر-:
1.   ألفريد بل.
2.   جي آرثور.
3.   بولياك.
4.   الأسقف ديفريس.
5.   فيفريه.
6.   كور.
7.   ريكار.
8.   إيكوشار.
9.   ايفر.
10. كليرجه.
11. بروست.
12. وليم مارسه.
13. كامرير.
14. جورج مارسه.
15. جرانشان.
16. بلانشار.
17. بلليو.
18. ايبر سول.
19. فيفره.
20. ليفير.
21. ديني جان.
22. بوانسو.
23. مرسيه.
24. أوتران.
25. هالفن.
26. رينو.
27. جودار.
28. بول مارتي.
29. إميل أمار.
30. دوين.
31. مونيه.
32. بيرك.
33. جيلسون.
34. مارشل كوهين.
35. جروسه.
36. فوره.
37. هنري ماسه.
38. سيدس.
39. كاره.
40. جاستون فييت.
41. دي سينفال.
42. هنري برونو.
43. جرول.
44. كانار.
45. أوكتاف بل.
46. ليون جوتيه.
47. ليون بيرشيه.
48. بيريس.
49. مايار.
50. جان جوين.
51. لوبينياك.
52. رينيه جيستون.
53. مونتان.
54. ليسكي.
55. جابرييل كولين
56. بلاشير.
57. ميكيل.
58. هنري لاووست.
59. جاك بيرك.
60. شارل كونتز.
61. أندريه رايمون.
62. دومينيك سورديل([46]).
63. الفونس اتيين دينيه (ناصر الدين دينيه).
64. روجيه جارودي.
65. موريس بوكاي([47]). (والثلاثة الأخيرون أسلموا).


الخاتمة


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد، فبعد أن منّ الله علي بإتمام هذا البحث يطيب لي أن أعدد بعض النتائج، وهي على النحو التالي:
1.   يعني الاستشراق التوجه للشرق بدراسة علومه ولغاته وأديانه ومذاهبه وتاريخه وجغرافيته وحضارته (وخاصة ما يتعلق بالإسلام واللغة العربية).
2.   نشأ الاستشراق بعد أن شعر الغرب بعجزه عن مواجهة المسلمين عسكرياً، في عهد الفتوح الإسلامية، ثم انحسار الحملات الصليبية دون حصولهم على النتيجة المطلوبة.
3.   تنوعت أهداف مؤسسات الاستشراق والمستشرقين عموماً تبعاً لأديانهم، وطموحاتهم الشخصية: بين الأهداف العلمية والمالية والدينية والسياسية الاستعمارية. إلا أن الهدفين الديني والاستعماري غلبا على سائر الأهداف. وصدق الله العظيم حيث يقول: ﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﴾ [البقرة:120].
4.   فرنسا دولة رائدة نشأ فيها الاستشراق قديماً، ثم دعمته حكوماتها بالمال والرجال والمشورة. والهدف: تسهيل السيطرة على الدول المستهدفة، وخاصة إبّان عهود الاستعمار.
5.   خدم الاستشراق الفرنسي الاستعمار والسياسة الفرنسية، وكان المستشرقون الفرنسيون في طليعة موظفي الدولة العسكريين والسياسيين.
6.   انحسر الاستشراق الفرنسي تبعاً لانحسار النفوذ العسكري الاستعماري لفرنسا. وإن كانت بعض النشاطات والمؤسسات الاستشراقية ما زالت تقوم بدورها المنوط بها.
7.   هناك من المستشرقين من درس العلوم الإسلامية بتجرد ودون أحكام مسبقة، أو توجيه معين (أي كان هدفه علمياً خالصاً)، وهؤلاء كانوا أكثر إنصافاً وأقل تشويهاً للإسلام، والمسلمين من غيرهم، بل دخل بعضهم الإسلام، فحاربه القوم وعادوه.
هذا وأسأل الله عز وجل الذي أعانني على كتابة هذا البحث أن يكون خالصاً صواباً، مفيداً لمن كتبه وقرأه.. آمين.

المراجع


أولا: المراجع المكتوبة:
1.    أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها التبشير، الاستشراق، الاستعمار. د. عبد الرحمن حسن الميداني. (دمشق: دار القلم). الطبعة السابعة: 1414هـ-1994م.
2.    الاستشراق. إدوارد سعيد. ترجمة: كمال أبو ديب. (بيروت:مؤسسة الأبحاث العربية). ط3 :1991.
3.     لاستشراق الفرنسي والأدب العربي. د. أحمد درويش. (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب). ط1997م.
4.     الاستشراق أهدافه ووسائله. د. محمد فتح الله الزيادي. (دمشق: دار قتيبة). الطبعة 2 :2002م.
5.     الاستشراق بين الإنصاف والإجحاف.عبد الله العليان.(الدار البيضاء:المركز الثقافي العربي).ط1: 2003.
6.     الاستشراق قراءة نقدية. د. صلاح الجابري. (دمشق: دار الأوائل). ط1: 2009م.
7.    الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري. د. محمود حمدي زقزوق. (القاهرة: دار المنار للطباعة والنشر). ط2: 1409ه-1989م.
8.    الاستشراق وجه للاستعمار الفكري. د. عبد المتعال محمد الجبري. (القاهرة: مكتبة وهبة). الطبعة الأولى: 1416هـ -1995م.
9.    الاستشراق والمستشرقون. د. مصطفي السباعي. (بيروت: المكتب الإسلامي). ط2: 1399ه.
10 . الإسلام بعيون مسيحية. لطفي حداد. (بيروت: الدار العربية للعلوم). الطبعة الأولى: 1425هـ-2004م.
11 الرسول » في كتابات المستشرقين. نذير حمدان. (جدة: دار المنارة). ط2: 1406ه-1986م.
12 . القاموس المحيط. محمد بن يعقوب الفيروز آبادي. (بيروت: دار الرسالة). تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة. ط4: 1415هـ-1994م.
13 . المستشرقون. نجيب العقيقي. (القاهرة: دار المعارف). بدون تاريخ نشر.
14 . مستشرقون سياسيون جامعيون مجمعيون. نذير حمدان. (الطائف: مكتبة الصديق). ط1: 1408ه-1988.
15 . المستشرقون والدراسات الإسلامية. محمد عبد الله مليباري. (الرياض: دار الرفاعي). ط1: 1410ه-1990.
16 . المستشرقون والقرآن الكريم. د. محمد أمين حسن محمد بني عامر. (اربد: دار الأمل). الطبعة الأولى: 2004م.
17 . المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي. أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقري. (بيروت: المكتبة العلمية) بدون تاريخ نشر.
18 . مناهج البحث لدى المستشرقين وعلماء الغرب. محمد البشير مغلي. (الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية). ط1: 1422ه-2002م.
19 . الموسوعة العربية العالمية. (الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة). ط1. بدون تاريخ نشر.
20 . موسوعة المستشرقين. د. عبد الرحمن بدوي. (بيروت: دار العلم للملايين). ط3: 1993.
21 . الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة. إشراف ومراجعة: د. مانع الجهني. (الرياض: دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع). ط4: 1420ه.
22 . نبوة محمد في الفكر الاستشراقي المعاصر د. لخضر شايب. (الرياض: مكتبة العبيكان). الطبعة الأولى: 1422هـ -2002م. ص27 وما بعدها.

ثانياً: المراجع الإلكترونية:
1.    الاستشراق الفرنسي والترجمة في الجزائر. حمود عبد الكريم. منتدى المنشاوي للدراسات والبحوث (http://www.minshawi.com/vb)
2.   الموسوعة الحرة ويكيبيديا (http://ar.wikipedia.org).

 

فهرس الموضوعات


Contents




([1]) الانثربولوجيا والاستعمار، جيرار لكلرك ص38، نقلاً عن: الاستشراق قراءة نقدية، د. صلاح الجابري، (دمشق: دار الأوائل)، ط1: 2009م، ص23.
([2]) انظر: الاستشراق أهدافه ووسائله، د. محمد فتح الله الزيادي، (دمشق: دار قتيبة)، الطبعة 2 :2002م، ص17.
([3]) انظر: القاموس المحيط، مادة (ش ر ق)، ص1158؛ والمصباح المنير، مادة (ش ر ق)، 1 /310-311.
([4]) انظر: الاستشراق أهدافه ووسائله، ص16 وما بعدها.
([5]) الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، 2/687.
([6]) انظر: المستشرقون والقرآن الكريم، د. محمد أمين حسن محمد بني عامر، (اربد: دار الأمل)، الطبعة الأولى: 2004م، ص11 وما بعدها؛ ونبوة محمد في الفكر الاستشراقي المعاصر د. لخضر شايب، (الرياض: مكتبة العبيكان)، الطبعة الأولى: 1422هـ -2002م، ص27 وما بعدها.
([7]) انظر: الاستشراق وجه للاستعمار الفكري، د. عبد المتعال محمد الجبري، (القاهرة: مكتبة وهبة)، الطبعة الأولى: 1416هـ -1995م، ص16 وما بعدها.
([8]) انظر: الاستشراق والمستشرقون، د. مصطفي السباعي، (بيروت: المكتب الإسلامي)، ط2: 1399ه، ص19.
([9]) انظر: المستشرقون والقرآن الكريم، ص31 وما بعدها.
([10]) ولا أدل على ذلك من المستشرق الهولندي: سنوك هرخونيه، الذي زار مكة وأقام في الجزيرة العربية ستة أشهر تحت اسم مستعار (عبد الغفار)، ونال الدكتوراه لرسالته (موسم الحج في مكة)، وكان عوناً للاستعمار الهولندي في إندونيسيا. (انظر: الإسلام بعيون مسيحية، لطفي حداد، (بيروت: الدار العربية للعلوم)، الطبعة الأولى: 1425هـ-2004م، ص202؛ والمستشرقون والقرآن الكريم، ص33 وما بعدها).
([11]) انظر في هذه الدوافع: الموسوعة العربية العالمية، 1/712-713؛ وأجنحة المكر الثلاثة وخوافيها التبشير-الاستشراق-الاستعمار، د. عبد الرحمن الميداني. (دمشق: دار القلم). الطبعة السابعة: 1414هـ-1994م، ص125وما بعدها؛ و والمستشرقون والدراسات الإسلامية، محمد عبد الله مليباري، (الرياض: دار الرفاعي)، ط1: 1410ه-1990، ص38 وما بعدها.
([12]) انظر: المستشرقون، نجيب العقيقي، (القاهرة: دار المعارف)، بدون تاريخ نشر، 1/ 138.
([13]) انظر:الاستشراق بين الإنصاف والإجحاف،عبد الله العليان،(الدار البيضاء:المركز الثقافي العربي)،ط1: 2003،ص78
([14]) انظر: رؤية إسلامية للاستشراق، ص32-33.
([15]) انظر: الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، د. محمود حمدي زقزوق، (القاهرة: دار المنار للطباعة والنشر)، ط2: 1409ه-1989م، ص27.
([16]) انظر: المستشرقون، 1/138 وما بعدها.
([17]) انظر: المستشرقون، 1/141؛ والاستشراق، إدوارد سعيد، ترجمة: كمال أبو ديب، (بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية)، ط3 :1991، ص113.
([18]) انظر: المستشرقون، 1/142-143.
([19]) انظر: المستشرقون، 1/144.
([20]) انظر: المستشرقون، 1/144-145.
([21]) انظر: المستشرقون، 1/145-146.
([22]) انظر: المستشرقون، 1/146.
([23]) انظر: الاستشراق أهدافه ووسائله، ص25.
([24]) انظر: رؤية إسلامية للاستشراق، ص44.
([25]) انظر: المستشرقون، 1/146 وما بعدها.
([26]) انظر: المستشرقون، 1/151 وما بعدها.
([27]) انظر: الاستشراق أهدافه ووسائله، ص85 وما بعدها.
([28]) انظر: المستشرقون، 1/156-157.
([29]) انظر: الرسول » في كتابات المستشرقين، نذير حمدان، (جدة: دار المنارة)، ط2: 1406ه-1986م، ص37.
([30]) انظر: الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، ص78.
([31]) انظر: المستشرقون، 1/162 وما بعدها. وموسوعة المستشرقين، د. عبد الرحمن بدوي، (بيروت: دار العلم للملايين)، ط3: 1993، ص334 وما بعدها.
([32]) انظر: رؤية إسلامية للاستشراق، ص107-108.
([33]) نقلاً عن: موسوعة المستشرقين، ص334-335.
([34]) انظر مثلاً: مستشرقون سياسيون جامعيون مجمعيون، نذير حمدان، (الطائف: مكتبة الصديق)، ط1: 1408ه-1988، ص60، حيث ذكر من أعماله: مراقب ملكي، ومكلف بمهمة رسمية عام 1805.
([35]) انظر: مناهج البحث لدى المستشرقين وعلماء الغرب، محمد البشير مغلي، (الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية)، ط1: 1422ه-2002م، هامش ص71؛ والمستشرقون 1/202؛ والموسوعة الحرة ويكيبيديا (http://ar.wikipedia.org).
([36]) انظر: مناهج البحث لدى المستشرقين وعلماء الغرب، ص409.
([37]) نقلاً عن: الاستشراق الفرنسي والترجمة في الجزائر، حمود عبد الكريم، منتدى المنشاوي للدراسات والبحوث (http://www.minshawi.com/vb)
([38]) انظر: المستشرقون 1/202.
([39]) انظر: الموسوعة الميسرة 2/ 689؛ والموسوعة الحرة ويكيبيديا.
([40]) انظر: رؤية إسلامية للاستشراق، ص128-129، والنصان منقولان من كتاب غوستاف لوبون حضارة العرب، ترجمة عادل زعيتر، ص384 وص394.
([41]) انظر في ترجمته: المستشرقون 1/293 وما بعدها؛ والموسوعة المستشرقين، ص521 وما بعدها؛ ومستشرقون سياسيون جامعيون مجمعيون، ص103 وما بعدها.
([42]) انظر: موسوعة المستشرقين ص521-522.
([43]) انظر: مستشرقون سياسيون جانعيون مجمعيون، ص 103 وما بعدها.
([44]) انظر في ترجمة ماسينيون: المستشرقون 1/263 وما بعدها. وموسوعة المستشرقين ص529 وما بعدها.
([45]) انظر: مستشرقون سياسيون جامعيون مجمعيون، ص194 وما بعدها.
([46]) انظر في ذلك: المستشرقون 1/158 وما بعدها. ومستشرقون سياسيون جامعيون مجمعيون، ص55 وما بعدها، وص120 وما بعدها، وص162 وما بعدها، وص212 وما بعدها؛ والاستشراق الفرنسي والأدب العربي، د. أحمد درويش، (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب)، ط1997م، ص16-17.
([47]) انظر: الموسوعة الحرة ويكيبيديا.