رمضان حينوني
المركز الجامعي بتمنراست
توطئــــة:
لا نبالغ إذا قلنا: إن النداء في قصائد الماغوط يشكل ظاهرة
فنية لها وزنها في المنظومة الجمالية لنصه الشعري، فقليلة هي القصائد التي
تخلو من النداء في ديوانه، وكأنما يريد أن يفجر بها هموما فكرية تسكنه فلا
يكاد يتخلص منها حتى يمتلئ بها من جديد. إنها وسيلته الأساسية في التواصل
مع القارئ، وأداته التي يضرب بها أعداءه المختفين خلف أقنعة من الصعب الكشف
عنها.
وبما أن الماغوط يعاني هواجس العلاقة مع الآخر، فلا غرو أن
يكون النداء من أكثر الأساليب البلاغية استعمالا عنده. فالبعد عن الناس
فزيولوجيا ومعنويا يعطي للنداء حضورا متميزا في النص، خصوصا إذا كان البعد
غربة بكل أبعادها النفسية والاجتماعية والفكرية.
ودراسة ظاهرة مثل النداء في أي نص أدبي تتطلب التطرق إلى
جوانب عدة، وتتفرع إلى مجالات معنوية و أسلوبية و إيقاعية كثيرة. لكننا في
هذه الدراسة الموجزة اكتفينا بأربعة محاور، نراها توصل إلى إدراك قيمة
النداء الجمالية عند شاعر لا يملك إلا أن ينادي ويتعب في النداء طالما أنه
لم يقتنع يوما أنه يعيش كما يراد للإنسان أن يعيش؛ فهو يرى العالم من حوله
يتلون ويتبدل دون أن يشعر أن حياته تلونت وتبدلت، كما يتوقع لكل حياة تواكب
الزمن وتطمح فيه للوصول إلى الأحسن والأفضل.
بقية المقال على الرابط:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق